من يكونُ الصاحبُ بالجنبِ ..؟!

كتبت د: ولاء الطنطاوي

اختلف أهل العلم في بيانه على عدة أقوال منها :
قول علي وابن مسعود رضي الله عنهما وابن أبي ليلى رحمه الله : الصاحب بالجنب : الزوجة.
وقيل : المراد به الصاحب في السفر ، وقيل : رفيقك الذي يرافقك .
قال القرطبي رحمه الله تعالى : وقد تتناول الآية الجميع بالعموم . اهـ.
من اعاجيب الوصايا القرآنية وجوب الاحسان إليه ، وذلك بقوله تعالى :
“والصَّاحِبِ بالجَنْب”
من الطبيعي أن يوصي القرآن الكريم بالإحسان إلى الوالدين ، و ذوي القربى ، و اليتامى ، و ما إلى ذلك ..
لكن أن يوصي بالاحسان إلى أناس احببناهم في سيرة حياتنا ، مروا علينا مثل الطيف على مَرِّ هذه الحياة الطويلة ! ..
هذا هو العجب ، الذي يجعل الإنسان ينبهر لعظمة القرآن الكريم وعظمة مُنزِلِهِ سبحانه وتعالى ..
فقد أوصى القرآن الكريم بالإحسان إلى الصاحب بالجنب في قوله تعالى من سورة النساء :
“وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ” [النساء36]
والصاحب بالجنب هو يشمل :
- زميل الدراسة
- رفيق العمل
- المصاحب بالسفر
- من جالسك في مسجد أو مؤتمر أو غيره ..
- كل من وقف بجانبك في موقف مهم لك في الحياة ..
لكل هؤلاء أوجب القرآن الكريم الإحسان بعد أن جمعهم بصفة واحدة هي “الصاحب بالجنب”
حقوقا كثيرة ، منها الواجب ومنها المستحب ، ومنها ما يشترك فيها مع عموم المسلمين ، ومنها ما يختص هو بها بحكم المصاحبة كحفظ سره والقيام بحاجته وتحمل ظلمه وقبول عذره وستر عورته وترك معاتبته وعدم تتبع هفواته والقيام بنصحه وغير ذلك من الحقوق.
وقد عقد الإمام الغزالي في كتابه الإحياء بابا في حقوق الأخوة والصحبة وذكر فيه جملة من الحقوق يطول ذكرها.
فياله من كتاب عظيم، يوجب على الإنسان الوفاء لكل من أحسن لنا، مهما صغرت الفترة الزمنية التي إلتقيناه فيها .. فسبحان الله العظيم
اللهم أسعد كل صديق وكل رفيق وكل صاحب وكل زميل وكل جليس صالح وكل من جمعتني بهم هذه الدنيا الفانية سعادة في الدنيا والآخرة وأجمعني بهم و والدينا و أهلينا و من لهم حقٌ علينا و أحبتنا في جنة الفردوس الأعلى… ولاء الطنطاوي