أخبار دولية

ماالذى يحدث فى السودان ؟

كتب : نعيم سعد علم الدين

تطورات متلاحقة شهدها السودان خلال الساعات الأخيرة، قد تنذر بحدوث مواجهة بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع التي يرأسها محمد حمدان دنقلو الشهير بـ(حميدتي)، وهو نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي.
وتصاعدت التوترات بعد أن قامت قوات الدعم السريع بتحريك ناقلات جنود وآليات عسكرية تابعة لها في العاصمة الخرطوم وفي بعض الولايات دون إخطار الجيش، الذي قام في المقابل بنشر قواته بكثافة في محيط مطار مروي، محذرًا من اندلاع مواجهة.
ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد قامت قوات الدعم السريع بإحضار ناقلات الجنود من منطقة الزرق، شمال دارفور، إلى الخرطوم مع عشرات السيارات العسكرية، فيما قال الجيش إنه لا يعلم دواعي نشر تلك العربات.
وقال الجيش السوداني، في بيان له، إن تحركات قوات الدعم السريع داخل العاصمة والولايات مخالفةٌ لمهام ونظام عملها، محذرا من أن البلاد تمر بما وصفه بالمنعطف الخطير، وأن التحرك سيؤدي إلى مزيد من التوترات التي تقود إلى انفراط عقد الأمن في البلاد.
تصاعد التوتر
وأكد مصدر بالجيش السوداني أن الأمور تصاعدت بعد أن شوهد تحرك لرتل عسكري تابع لقوات الدعم السريع في شوارع رئيسية بالخرطوم فيما أشارت معلومات إلى إرسال قوات الدعم مزيدًا من السيارات العسكرية أيضا إلى مدينة مروي.
وتقع مدينة مروي في الولاية الشمالية، وتبعد عن العاصمة الخرطوم 360 كيلومترا شمالا، وتضم مطار مروي الدولي الذي يعد من أكبر المطارات في البلاد ويستخدم قاعدة عسكرية أيضا.
كما تستضيف المدينة الفرقة الـ19 التابعة للجيش السوداني المعنية بحماية المرافق الإستراتيجية في المنطقة، التي تضم أيضا سد مروي الذي يبعد عن المدينة 40 كيلومترا ويغطي نصف حاجة البلاد من الكهرباء.
ونقلت “الجزيرة” عن مصادر سودانية قولها إن مجلس الأمن والدفاع الوطني سيعقد اجتماعا مساء اليوم بحضور (حميدتي)، ورئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، لوقف التوتر المتصاعد بين جناحي المكون العسكري في السودان (الجيش وقوات الدعم السريع).
وكان (حميدتي) قد أكد في مباحثات هاتفية مع المبعوثين الأمريكي والبريطاني أنه ملتزم بما جرى التوقيع عليه في الاتفاق الإطاري لتسليم السلطة للمدنيين، كما يحرص على تعزيز الاستقرار ودعم مسيرة التحول الديمقراطي في البلاد.
من جانبه دعا تجمع المهنيين السودانيين قادة القوات المسلحة والدعم السريع والشرطة والمخابرات العامة إلى تغليب صوت العقل. كما أعلنت قيادات حزبية وقيادات حركات سودانية مسلحة، عن بذل مساع بين الجيش وقوات الدعم السريع لإنهاء التوتر ونزع فتيل الأزمة الأمنية.
خلاف الطرفين
ظهر الخلاف بين الجيش السوداني الذي يقوده عبد الفتاح البرهان، وبين قوات الدعم السريع التي يقودها (حميدتي)، بعد تصريحات للأخير، قال فيها إنه اكتشف منذ اليوم الأول أن قرارات قائد الجيش عام 2021، التي أقصت الحكومة المدنية، تم تنفيذها لعودة نظام المؤتمر الوطني المعزول.
ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد عاد الخلاف للظهور بصورة واضحة على السطح بعد التوقيع على الاتفاق الإطاري المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات الدعم السريع في 5 ديسمبر الماضي، الذي أقر بخروج الجيش عن السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
ولاحقا أعلن الجيش أنه أيد الاتفاق الإطاري لأنه يلزم بدمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني، وعقب توقيع الاتفاق الإطاري، طالب الجيش بالتنفيذ ودمج قوات الدعم السريع في جيش واحد يحدد تحركاتها وانتشارها؛ وأن تكون هناك قيادة واحدة للجيش بعد الدمج، كما طالب بإتباع شركات قوات الدعم السريع لوزارة المالية والإجراءات الحكومية المعروفة.
بينما قالت قوات الدعم السريع إنها تتمسك بالاتفاق الإطاري، ولا تعارض الدمج، ولكنها طالبت بأن يتم ذلك وفق جداول زمنية، مع ضمان مساواة ضباطها بضباط الجيش في الامتيازات؛ كما طالبت بوقف عمليات التجنيد في الجيش خلال هذه الفترة.
وأشارت تسريبات إلى وجود خلافات بين الجهتين بشأن أحقية القيادة والتحكم خلال عملية الدمج وما بعدها، واتهم حميدتي قيادات في الجيش بالتخطيط للبقاء في الحكم وبأنها لا تريد مغادرة السلطة.

جدير بالذكر أنه تم تأسيس قوات الدعم السريع في عام 2013 لمحاربة متمردي إقليم دارفور، ثم لحماية الحدود وحفظ النظام لاحقًا، وهي تابعة لجهاز الأمن والمخابرات، ولا يوجد تقدير رسمي لعددها، لكنها تتجاوز عشرات الآلاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى