غير مصنف

قصة قصيرة بعنوان اطلب من ربك كل شيء

كتب احمد الغمري

من امل ما قرات هذا الصباح تلك القصة والتي ملخصها اطلب من ربك ماتريد ولا تستحي

يحكى أن رجل من الصالحين كان يشاهد في السوق وهو يردد كلمة (العافية)..

ظن الناس أن الرجل ممسوس وكانوا يكتفون بالإشفاق عليه، والتمني لأنفسهم الستر وحسن العافية.

تجرأ واحد مرة وسأله: يا عم، لماذا تكرر كلمة العافية كثيرآ؟

نظر الرجل الصالح لسائله، وأطلق نفساً عميقاً وكأنه كان ينتظر مثل ذلك السؤال، ثم اعتدل وأخذ يسرد حكايته التي انتهت بتمجيد العافية.

قال: كنت في شبابي حمالا قوي الظهر، أحمد الله أن أعطاني صحة تقيني ذل السؤال..
ولكنني كلفت يوماً نقل کیس دقيق ثقيل مسافة طويلة، لم أستطع أن أوصله دون توقف في الطريق..
وللحق شعرت هذه المرة بتعب ما تعودته، ولهذا أسندت الكيس إلى دكة على جانب الطريق لأستريح، وقلت: رباه لقد كاد ظهري أن ينقصم، أما أستحق أن تيسر لي هذين الرغيفين من دون هذا التعب؟
قلت هذه العبارة ثم أكملت طريقي.

ولم أقطع أكثر من عشر خطوات حتى وقع بصري على مشهد خصام بين رجلين، يريد كل منهما أن يحطم الأخر فهالني الأمر، فحططت حملي على جانب الطريق، ورأيت أن أقف بين الرجلين لأمنع الواحد منهما عن الأخر..

قال السائل: هذا عمل خير وما في ذلك؟

قال الرجل الصالح: لم تنته الحكاية يا بني.. لقد وقعت بين قبضتي الرجلين ويعلم الله أن الضربات التي نالتني أكثر من مجموع ما نالهما معا، دمي أنفي، وشج رأسي وتهرأ إزاري، ولما حضرت الشرطة قادتنا نحن الثلاثة إلى السجن، وظن القاضي أننا في الخصومة سواء، وما زاد كآبتي أن المتخاصمين خرجا، وقد توسط لكل منهما وجيه معروف من القاضي.

ومضت الأيام علي في السجن يشبه واحدها الأخر، كنت أعطى كل يوم رغيفين لأتقوى بهما على الحياة.. لقد ازددت كآبة وأحسست بالغم يحتل نفسي.

وذات ليلة جاءني في الرؤيا صوت يقول: ما الذي يكدرك أيها الرجل الطيب؟

عجباً أسمع عبارة الرجل الطيب، فلماذا أنا هنا إذن؟

تابع الصوت: أنا أعجب من كآبتك، وأنت تؤتي سؤلك، وتتحقق رغبتك، أما كنت ترغب إلى ربك أن يعطيك رغيفين بلا تعب؟ ها انت بلا عمل ويأتيك رغيفاك كل يوم..

وصحوت: ماذا ارد؟ لقد كان ما قاله الصوت صحيحاً، وكتمت الأمر في نفسي وصبرت على محنتي وحمدت الله في سري.

وفي اليوم الثالث جاء رجل صاحب الشرطة ولم أكن قد رأيته من قبل.. وبعد لحظات أخرجني الش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى