خواطر الدكتورةجهان ابوسيف

كانت الساعة الثانية عشرة ظهراً.
وهي وقت الذروة والازدحام في الحرم الجامعي، وخاصة كلية علوم.
وممراتها التي تشبه أنفاق الفئران
ممتلئة إلى آخرها.
انسل شاب يافع بين حشود الطلاب عشوائياً.
كان يرتدي قميص مزخرش مملوء بالورود، وشعره مسترسل.
يرتدي نظارة بيضاء كلون بشرته.
عبر الممر متجاوزاً أبواب عديدة، حتى توقف عند باب يقف أمامه عامل...
فأردف الشاب بكلام غير مفهوم إلى العامل، فلم يفهم العامل كلمة من الشاب المتلعثم.
إلا أنه فهم من إشارات يده أنه يريد الدخول إلى مكتب الدكتور.
طرق الباب مرتين ثم قام بإدخال الشاب، وأغلق الباب متعمداً عدم صنع أية أصوات.
كان الدكتور جالساً بمحاذاة المكتبة الممتلئة بالكتب.
وكان يقرأ في كتاب عنوانه:
كيف تربح حرب العقول.
ثم لمح الشاب لوحة بارزة على الحائط، مكتوب فيها بيد الخط الفارسي:
{إنك لن تستطيع معي صبراً}.
ثم مرر عينه على المكتب ليرى مجسمات صغيرة للدبابات، وسيوف، وأقلام سوداء.
كارت ذبابة حول الدكتور كأنها تدور حول نصف الكون.
ترك الدكتور الكتاب الذي يقرأه، وقام بالنظر إلي الشاب من فوق نظارة القراءة.
استمرت الذبابة بعملها تدور ومحور دورانها الدكتور.
ثم بدأت
