غير مصنف

جرة قلم كنت احتاج الي .. الكورونا

بقلم محمد عبد الظاهر

كنت أتردد أن أكتب هذا المقال لأنني وبكل بساطة “جرة قلم “كنت اكتبها وانا رئيس تحرير لإحدى الصحف وقتها كنت انتمي لعملي دون غيرة وقتها كان ينتظر أبي رحمة الله عليه ماذا اكتب، ووالدتي كانت دائمة القراءة لسطور “جرة قلم”.كنت اتذكر وقتها صفاء البال والرضا عن النفس والأحلام والمبادئ وحاجات كتيرة نبيله كانت تحمل معها الإنسانية والصعود الي مستويات في المجال العملي لامثيل لها وكنت اقود وقتها مجموعه شبابية لديها طموح حقيقي وحب للصحافه .اليوم وبعد ما مرت الايام وتوالت السنين وخسرت” ابي وامي” وبدل الله حالي واوهبني زوجة ساندتني في الحياة ورزقني الله بطفل يخفف عني جراح عمقتها قسوة الايام .فقد تعرضت لاختبار هو الاصعب في حياتي وهو إصابتي بالكورونا ذلك الفيروس الذي وهبني الله إياه لكي اجلس في منزلي دون عمل أو شقاء أو معاناه لكي أتألم كثيرآ منه وتمر الايام لكي يتبدل الحال من مرحلة مرضية الي مرحله عبادة ربانية دون استعجال او حتي ملاحقه الزمن .فكيف تستطيع أن تشاهد عظمة ربك وهو قادر علي اجلاسك لسماعه وسماعك وانتي ترفع يدك تطلب منه المساعدة بعدما اشغلتك الدنيا في أمرها وتناسيت أمور ربك ، فماذا تحتاج أكثر من ذلك حبآ من الله لك عندما يتسرب لك احساس أن الله يناديك .أعتقد أنني كنت احتاج كورونا لكي اغير مصير حياتي الذي أتعبني كثيرآ من خلافات وحروب وانشغال عن هدفي الحقيقي ومهنتي وبعدي عن الله ودخولي في أجواء مؤامراتيه لم أكن يومآ طرفآ فيها .فاليوم أعلنها صريحة أنني اعتذر لكل من تسببت له في أذى نفسي او نال منه قلمي دون قصد أو ظلمت إنسان وانا لم اقصد ،اليوم أعتقد أنها صفحة جديدة في حياتي تكتب سطورها من عملي المهني الصحفي ووكالة الدعايا والاعلان التي سأقوم بأنشائها لتصبح صرح حقيقي يضاهي وكالات الاعلانات الكبرى .أعتقد أنني تأخرت كثيرآ ولكني كنت احتاج للكورونا هذا الفيروس اللعين ولكنه بالنسبة لي علامة فارقه في تاريخي وحياتي القادمة فقد تصبح كورونا هي ام صديق صادقني بجد واحسسني بالألم الحقيقية التي افقدتني الايام الاحساس بها وإنساني بها أشياء كثيرة .شكرآ كورونا علي كل لحظة كنت فيها بداخلي لكي اكتشف حقيقة حياتي التي تاهت مني بفعل الزمن شكرآ كورونا التي وضحت لي الدنيا من حولي وإنارة طريقي من جديد واعطتني دفعه قوية بعد أن فقد احساس الإرادة .شكرا كورونا التي أنارت الجانب المظلم في حياتي وعلمتني معني التضحية من زوجة باعت الدنيا ودخلت معي قفص الخطر لتعرض نفسها وحياتها من اجلي وضحت بحياتها لكي تصبح سند وظهر لي..أعتقد أن حياة كورونا غيرت من معالم حياتي الداخليه وجعلتني اشاهد من حولي بصدق من أصدقاء وأصحاب وأقارب فهي اللحظة الحقيقية الصادقه التي ترى فيها الحقيقة فشكرا لكل صديق عاش معي كورونا.وفي النهاية مهما طال الوقت لابد من الرجوع ومهما زاد الالم لابد من نهاية ولكننا حقيقة نحتاج جميعآ الي الكورونا لكي نعيد تفكيرنا من جديد فأشغلتنا الحياه عن ربنا وعن بيوتنا وعن اهلنا وعن اصدقائنا .

٤٤

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى