غير مصنف

أسرار أهم واخطر جاسوس عرفه التاريخ

مقال بقلم . مختار القاضي .
إنه الجاسوس ريتشارد سورج الأخطر والأذكي والأبرع علي مستوي العالم كله في تاريخ الجاسوسيه فبمعلومه واحده من ٢٠٠ حرف أنقذ روسيا من الإحتلال النازي . ريتشارد سورج رجل أعرج يتقن العديد من اللغات والمهارات والعلاقات وهو زير نساء وكثير الشرب للخمور ويطلقون عليه سيرچي . إنه السر الخفي في إنتصار دول الحلفاء علي دول المحور في الحرب العالميه الثانيه وقد عمل لصالح الإتحاد السوڤيتي وتوطن في ثلاث دول هي المانيا واليابان والصين وهو المؤسس الحقيقي لعلم التجسس ولعشرات الخدع التي عرفها عالم المخابرات التي لايزال يستغلها الخبراء حتي اليوم . ولد سورج عام ١٨٩٥ م لاب الماني يعمل مهندس تعدين وتلقي تعليمه في المانيا . عقب إندلاع الحرب العالميه الثانيه جند سورج في الجيش الألماني وكان في الثامنه عشره من عمره  وبعد عامين فقط أصيب بإصابات خطيره جعلته يعرج مدي الحياه وقد نال علي إثر هذه الإصابات وسام الصليب الحديدي . قرأ سورج لكارل ماركس وتشبع بالشيوعيه ودرس الإقتصاد في جامعه برلين وحصل علي الدكتوراه في العلوم السياسيه من جامعه هامبورج عام ١٩١٩ م ولكن أراؤه الشيوعيه أدت إلي طرده من مهنه التدريس فعمل في منجم للفحم ثم قام بالإنضمام إلي الإتحاد السوڤيتي وسافر إلي موسكو وعمل عميلا للمخابرات تحت التدريب ليبدأ مشواره كأهم وأخطر من عمل في مجال الجاسوسيه في العالم . عمل سورج كصحفي ألماني معروف ليأخذ من الصحافه عباءه يخفي خلفها جاسوسيته عن الجميع وطوال خمسه سنوات كامله تلقي الكثير من التدريبات وإكتسب عشرات المهارات والخبرات وأتقنها كلها بسرعه فائقه . تم إرساله إلي عدد من دول أوروبا لتقييم الثورات الشيوعيه هناك  وبين عامي ١٩٢٠ م و ١٩٢٢ م أقام سورج في المانيا حيث تزوج من فتاه تدعي كريستين لينتقل بعد ذلك إلي موسكو . تم بعد ذلك تم  إيفاد سورج إلي بريطانيا بعد عمله في مخابرات الجيش الأحمر الروسي ليدرس الحركات العماليه هناك والحزب الشيوعي البريطاني وكان غطاؤه الأساسي هو الصحافه . بعد ذلك تم إرساله إلي الصين عام ١٩٣٠ م حيث عمل في جريده المانيه وتخصص في الشأن الزراعي الصيني وكان عمله الأساسي في الصين هو تأسيس شبكه جاسوسيه لصالح السوفييت . عاد إلي موسكو من جديد  مع زوجه جديده تزوجها في الصين وهي كاتيا ثم الف كتابا عن الزراعه في الصين . تم بعد ذلك إنتدابه ليعمل في أخطر مهمه في حياته وربما في تاريخ الإستخبارات الروسيه وكانت مهمته الخطيره هي تكوين شبكه جاسوسيه في اليابان فعاش في يوكوهاما ونجح بالفعل في تكوين شبكه جاسوسيه قويه يصعب إختراقها وطلب من الحكومه السوفيتيه منح كل عميل فيها مبلغ ٣ آلاف دولار شهريا وقد وافقت الحكومه علي ذلك لأنها رأت إن الشبكه تستحق ذلك . حققت شبكه الجاسوسيه في اليابان أكبر نجاحاتها عندما أخبرت السوڤييت نيه اليابان إحتلال منطقه منشوريا الصينيه حيث إحتلت اليابان منشوريا وشمال الصين بالكامل وفرض الجيش الياباني هيمنته علي مساحه واسعه من الأراضي الصينيه . بعدها أرسل سورج لروسيا إن الجيش الياباني في سبيله إلي الثوره عام ١٩٣٦ م وبالفعل قامت ثوره الجيش حامله إسم حادث فبراير . بعد هذه النجاحات ادرك السوفييت خطوره وأهميه عميلهم وتأكدت إنه عميل نادر . عقب قيام الحرب العالميه الثانيه سنه ١٩٣٩ م كان سورج أخطر جاسوس للاتحاد السوفيتي في اليابان وكانت شبكه الجاسوسيه التي أقامها في اليابان هي أنشط شبكه للسوفييت في العالم كله . وقع هتلر مع موسكو إتفاقيه دفاع مشترك وفي هذه الأثناء توصل سورج الي معلومه تؤكد أن المانيا ستهاجم الإتحاد السوڤيتي قريبا فشكك ستالين في المعلومه متهكما علي سورج . حدثت المفاجأه بالفعل في ٢٩ يوليو عام ١٩٤١ م حينما بدأت عمليه بارباروسا لغزو الإتحاد السوڤيتي وهو نفس التوقيت الذي حدده سورج . تأكد السوفييت من قوه عميلهم وكفائته الفائقه في الحصول علي أهم المعلومات وجمعها وتحليلها . راحت معلومات شبكه التجسس اليابانيه تنهال علي موسكو لتنقل أسرار اليابانيين أولا بأول إذا كان أخشي ماتخشاه موسكو هو أن يستغل البايانيين حرب موسكو مع المانيا فتقوم بمهاجمه روسيا بعد الإنقضاض عليهم من الخلف . تمكن سورج من الحصول علي أهم وأخطر معلومه في الحرب العالميه الثانيه وهي أن اليابان لايمكن أن تشن الحرب علي روسيا ولاتنوي ذلك علي الإطلاق وإنها مكتفيه بحروبها في الصين والهند الصينيه وكانت هذه المعلومه تساوي الكثير والكثير وبالفعل تم نقل هذه المعلومه إلي موسكو وبالتالي قرر ستالين سحب حوالي مليوني جندي من الجبهه السيبيريه ودفعهم لمواجهه الألمان في الغرب وكان ذلك أخطر قرار في الحرب العالميه الثانيه والذي جعل الجبهه اليابانيه عاريه تماما ويلقي بكل ثقل الجيش الروسي علي الجبهه الألمانيه حيث مني الجيش الألماني بأولي هزائمه التكتيكيه في الحرب . إنهزمت المانيا النازيه أمام جنود موسكو وتراجعت حتي إنهزمت هزيمه ساحقه في النهايه وإندحرت علي الجليد السوڤيتي . ألقت اليابان القبض علي سورج ونال منها أشد أنواع التعذيب ليعترف ولكن دون جدوي ولكن مع إشتداد التعذيب إعترف إنه يعمل مع الألمان ولكن بالإتصال بالألمان أنكرت أي صله به . وأخير وتحت التعذيب الشديد إنهار سورج تماما وإعترف بكونه عميلا للجيش الأحمر السوڤيتي . سورج كان متأكدا أن الزعيم ستالين لن يتركه في يد اليابان وكان واثقا إنه سيبادله ببعض الجواسيس أو الأسري لديه . عرضت اليابان علي الإتحاد السوڤيتي مبادله سورج بجواسيس لليابان مقبوض عليهم في روسيا ولكن الغريب إن روسيا نفت تماما علاقتها بسورج فالزعيم  ستالين لم يكن يحب أن يكون لأحد فضلا عليه او أن يكون هناك شاهد واحد علي خطئه فتخلي عن سورج تماما لليابان . تم إعدام سورج في التاسع من نوفمبر عام ١٩٤٤ في اليابان رميا بالرصاص لتنتهي قصه أخطر جاسوس عرفه التاريخ بلا منازع . الغريب أن العالم أجمع لم يعلم بأمر سورج إلا بعد إعدامه بثماني  سنوات .  سنه ١٩٥٢ م عندما نشر الچنرال الأمريكي شارلز الويبي كتابه مؤامره شنجاهاي .  كذلك لم تعترف الحكومه السوڤيتيه بسورج إلا سنه ١٩٦٤ م أي بعد وفاته بعشرين عاما .أسرار 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى